شبكة قدس الإخبارية

عمليات هدم واسعة في القدس وإضراب شامل في جبل المكبر 

AUDdl

القدس المحتلة - خاص شبكة قُدس: أثارت عمليات الهدم الأخيرة في مدينة القدس المحتلة غضبا فلسطينيا واسعة وسط تخوفات من تصعيد أمني على خلفية هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية في المدينة المحتلة.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غبير، طالب في وقت سابق من مفوض عام شرطة الاحتلال يعقوب شبتاي بـ أن "اغمض عينيك وافعل ما تشاء في شرق القدس". مشيرا إلى استمرار عمليات الهدم في القدس "كواحدة من خطوات فرض السيطرة الإسرائيلية على شرق القدس".

وفي جبل المكبر بمدينة القدس المحتلة؛ دعا المقدسيون إلى إضراب شامل يشمل كافة مناحي الحياة يوم غد الثلاثاء، رفضاً لقرارات الاحتلال بهدم المنازل وتشريد العائلات المقدسية، مؤكدين أنهم سيتصدون لآليات الاحتلال "بصدورهم العارية".

وقال محمد شقيرات من بلدة جبل المكبر لـ "شبكة قُدس"، إن الإضراب الشامل أعلن على خلفية قرارات الهدم التي ارتفعت وتيرتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، كان آخرها هدم "كراج سيارات" حديث النشأة يعود لعائلة شقيرات بعد 10 أيام من إقامته.

وحسب لجنة المتابعة في جبل المكبر فإن 800 وحدة سكنية مهددة بالهدم في البلدة من قبل سلطات الاحتلال.

800 وحدة سكنية مهددة بالهدم في جبل المكبر

أفادت لجنة المتابعة في جبل المكبر بالقدس بأن 800 وحدة سكنية مهددة بالهدم في البلدة من قبل سلطات الاحتلال، محذرة من مخططات الاحتلال التي تهدد أهالي البلدة من التوسع العمراني في المستقبل، مقابل بناء مراكز تجارية و500 وحدة سكنية ضمن عمارات مشتركة تحوي عدة عائلات.

يشار إلى قوات الاحتلال هدمت أمس، منزلاً في بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، مكونا من شقتين تقطنهما عائلة الأسير المقدسي حسام راتب مطر وشقيقه محمد.

وتتكون العائلة من 6 أفراد بينهم نساء وأطفال، باتوا مشردين دون مأوى بعد هدم منزلهم بواسطة الآليات الثقيلة.

هدم جدار يشكل خطرا على 3 مبانٍ

وفي سياق متصل، أفاد كريم أبو تايه، أنه قام ببناء جدار استنادي لتدارك خطرا يتهدد 3 منازل في المنطقة من بينها منزله، ومباشرة بعد الانتهاء من بنائه أبلغته قوات الاحتلال بقرار إداري بهدم الجدار.

وبحسب أبو تايه، فإن قرار الهدم جاء في اليوم التالي للبلاغ، وقبل موعد تنفيذه المقر في البلاغ الرسمي.

وأشار في حديثه لـ "شبكة قُدس"، أن العائلة ستتقدم بشكوى بشأن الخطر الذي تتعرض له المباني المجاورة لمنزله جراء هدم السور.

وقال عمر صيام، من بلدة سلوان، إنه تسلم أمر هدم للبركس قبل عشرة أيام، مع مهلة مدة 45 يوما لهدمه، مضيفا لـ "شبكة قُدس"، تفاجأت بقوات الاحتلال تباشر بهدم البركس قبل انتهاء مدة الهدم.

وأوضح: هدموا ثلاثة بركسات مواشي في المنطقة، منها اثنان دون وجود قرار بالهدم، ضمن حملة واسعة شملت قرارات هدم بالجملة في سلوان.

وأكد أن ما يجري يأتي ضمن سياسات العقاب الجماعي الذي تمارسه حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، خاصة بعد تنفيذ عمليتي إطلاق نار مؤخرا في المدينة المحتلة.

أما جعفر العباسي من سلوان، فقال لـ"شبكة قُدس"، إن قوات الاحتلال أجبرته على هدم منزله ذاتيا، يوم الخميس الماضي، مشيرا إلى أن المنزل تم إنشاؤه قبل شهر واحد، حيث باشرت قوات الاحتلال بإصدار أمر هدم فوري.

وشدد العباسي، على صمود أهالي مدينة القدس المحتلة في وجه مخططات الاحتلال. وأكد: سنبقى في هذه المدينة رغم المحاولات الإسرائيلية.

تحذيرات من عمليات الهدم

حذر مراقبون ومختصون بشؤون القدس، من تداعيات استهداف الاحتلال للمقدسيين، وارتفاع وتيرة اعتداءاته وعمليات الهدم المستمرة في مدينة القدس المحتلة.

وقال المختص في شؤون القدس إسماعيل مسلماني إن "هناك حالة من الغضب عند المقدسيين، وسط مخاوف مع تصاعد وتيرة الهدم"، مشيراً إلى أن الاحتلال يواصل اعتداءاته على المقدسيين.

وطالب مركز عدالة طالب فيها بوقف عمليات الهدم في شرق القدس المحتلة وإبطال التعليمات التي أصدرها بن غبير، وذلك لعدم قانونيتها وعدم امتلاكه الصلاحية التي تخوله بإصدار تعليمات كهذه، محذرًا من وعواقب مواصلة عمليات الهدم التعسفية، والتي تشكل عقابًا جماعيًا مخالفًا للقانون الإسرائيلي والقانون الدولي.

وأكد المركز على أن هذه التعليمات تندرج تحت خانة العقاب الجماعي للفلسطينيين في شرق القدس المحتلة، والعقاب الجماعي غير قانوني، وتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن دوافعها انتقامية بسبب ما يحدث في المنطقة في الأيام الأخيرة، وأنها جاءت من أجل تحقيق مكسب سياسي على حساب الحقوق الأساسية للمدنيين.